من أنا؟ – ملاك بن عرب


من الظلمة للنور… ومن الضياع للسلام.


توفي والدي…

 ولما غاب، بدأت كل المعاني التي كان حاملها معه، في الغياب.

 كنت أعيش بين وجع داخلي لا يُفهم…

وتمثيل خارجي متقن: أني بخير، أني قوية، أني "مكتملة".

 ولكن كل هذا زاد الضياع والكسر في داخلي ظهر الألم، وظهر معاه سؤال ما فارقني:

"لماذا؟ ولماذا أنا؟"

 كل الكتب التي قرأتها،

 كل العبارات الإيجابية اللي حفظتها،

 لم تساعدني أن أجيب على سؤال واحد:

 "من أنا؟"

كنت أشعر إن هناك شيء في قلبي يصرخ…

ليس لأنني ضايعة فقط…

 بل لأنني بعيدة عن نفسي.

 تراكمت الصدمات، المشاكل، الأدوار الاجتماعية، البرمجات… وصارت روحي تمشي بدون طعم، بدون معنى.

نقطة التحوّل: الليلة المظلمة للروح

فجأة، في لحظة واحدة…أذكرها جيّدا في تلك الليلة،

 بدأت كل مخاوفي الدفينة والشكوك في الظهور،

 وانكشف الغطاء وانهالت التساؤلات:

"من أنت و من أنا يا اللّه؟ أين أنت؟ لماذا خلقتني؟ لماذا كل هذا العذاب؟ لماذا كل هذا الخوف؟" 

كان هذا أول حوار حقيقي بيني وبين الله…

 عشت بنوبات هلع استمرت لسنوات،

 كنت أختنق واحتضر حرفيا من الداخل، وكنت أشعر أنني مغناطيس للمشاكل والمصائب، وأني تائهة في ظلام وعذاب لا نهاية له…

بداية الرحلة

لكن كل ما بدا كأنه النهاية و موتي، كان ولادتي، بداية رحلتي الحقيقية، بداية صحوة روحية وادراكات عظيمة.

 لم أكن أبحث عن شهرة، ولا مشروع.

 كنت فقط أبحث عنّي، و عن معنى الحياة، عن النور، عن وجه الله الحق، و عن المعرفة الحقيقية التي تروي عطشي.

 قرأت، ودرست و بحثت في علوم النفس والطاقة، وتدبّرت القرآن،

 تحررت وتخلّيت عن برمجات ومعتقدات ظننت سابقا أنها ثوابت وقواعد.

 واجهت أكبر مخاوفي كل شيء كنت أتعلمه وألهمت به… كنت أعيشه. 

وكل شيء اختبرته وطبّقته… كان يُطهّرني تدريجيا. مررت بمراحل من التخلّي، من التشافي العميق، من التسليم…

و لأكون صادقة، لا لم تكن الرحلة سهلة أبدا لكن في كل مرحلة فيها…

كنت أسترجع جزء من روحي، وأتذكّر حقيقتي أكثر.

من ملاك… إلى رفيقة الطريق

لم أتشافى لأساعد غيري.

 لكن عندما تشافيت، حسّيت إن هناك صوت بداخلي يقول:

"ساعدي الذين كنت مثلهم… متألمين، خائفين، تائهين، باحثين عن الحقيقة، وليعلموا أنهم ليسوا وحدهم." 

ومن هنا بدأت أقدّم ورشات، دورات، جلسات…

ليس كنصائح، بل كتجارب حقيقية.

 أنا لا أقول لك "ماذا تفعل"…

 أنا أمشي معك في طريق أنا مشيته.

اليوم…

أنا ملاك بن عرب – 

مدرّبة حياة روحانية ومعلمة وعي،

 رسالتي…

أعمل على خلق مساحات آمنة،

 لمن يريد الرجوع لذاته،

 ويتذكّر… ويكتشف نوره الداخلي،

 لمن يريد أن يحيا حرّا،

 ويعيش حقيقته من حب… لا من خوف.

 وأنا هنا…ليس لأقودك،

بل أمشي جنبك.

بلطف، بوعي، وبحب.

القيم التي يقوم عليها عملي:

الصدق:

الأصالة والوضوح، أشاركك ما عشته وفهمته وصدّقته بقلبي.

العمق:

لا أبحث عن حلول سطحية، بل الغوص الى عمق الجذور.

الحرية:

مساحة للتحرر الداخلي والانطلاق. لا أعلّقك بي، بل أساعدك لتعود للسيادة الدّاخلية.


السلام الروحي:

لا أتحدث عن الله كسلطة، بل كمصدر حب مطلق، نور وأمان وسكينة.

الوسع:

أؤمن بالاتساع والوسع الدائم والمتواصل للوعي، للنفس، للحياة، للكون.